المصدر واج 25 يونيو 2019
جلاب: استحداث منطقة التبادل الحر في إفريقيا يؤهل القارة لتكون "قوة اقتصادية عالمية بامتياز"
الجزائر- أكد وزير التجارة ،سعيد جلاب اليوم الثلاثاء بالعاصمة السينغالية دكار على أهمية منطقة التبادل الحرة الأفريقية في إطار الاندماج الأفريقي و استغلال كل الإمكانات الطبيعية والبشرية ما يؤهل القارة لتكون "قوة اقتصادية عالمية بامتياز".
و بعد أن قدم السيد جلاب خلال ترأسه مائدة مستديرة في ملتقى اشغال المنتدى الأفريقي حول تنفيذ ووضع حيز الخدمة منطقة التبادل الحر الأفريقية بدكار ، نبذة عن مناخ الأعمال وكذا الاستثمار في الجزائر، أكد "على ضرورة الانفتاح ومواصلة اللقاءات المكثفة خاصة بين رجال الأعمال لأجل تحقيق شراكة فعلية في الميدان " و استغلال سوق قوامها 2ر1 مليار مستهلك.
الجزائر ستواصل الاضطلاع بدورها "الاساسي" من اجل الاندماج الاقتصادي في القارة الافريقية
و أبرز خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه العديد من رجال الأعمال الأفارقة وكبريات المؤسسات الأفريقية وبحضور سفير الجزائر بالسينغال الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر" كبوابة آمنة" من و إلى القارة الأفريقية وكذا التطور والتنوع الصناعي والفلاحي والتجاري الذي حققته الجزائر اليوم اضافة للكفاءات البشرية المؤهلة التي تحوز عليها .
منطقة التبادل الحر الإفريقية: فرصة لغزو السوق الإفريقية
كما اضاف ان الجزائر تسعى كذلك للتوصل الى "افريقيا تعمل كفاعل وشريك قوي و موحد و مؤثر على الساحة العالمية".
و من اجل انجاح هذا الادماج الذي يعد المتعاملون اهم محرك له -يضيف السيد جلاب- فانه من "الضروري" على السياسات الوطنية المحضرة لإندماج هذه المنطقة ان تكون "شاملة" مع اشراك القوى الحية الاجتماعية منها و الاقتصادية.
و تابع قوله ان الجزائر قد قامت "بإعداد مسار تشاركي و شامل من اجل ضمان انضمام الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين و ضمان اندماج مستدام في منطقة التبادل الحر الافريقية".
كما جدد السيد جلاب التأكيد على استعداد الجزائر "للعمل من اجل انجاز و تجسيد اهداف الاندماج في منطقة التبادل الحر الافريقية في روح من التعاون المعزز و شراكة و روابط تضامن بين بلداننا و شركائنا في التنمية".
و يعد دخول منطقة التبادل الحر الافريقية حيز التنفيذ منذ 30 مايو 2019 "اشارة قوية" سواء لأنفسنا كرعايا أفارقة او لبقية العالم و ترجمة للارادة القوية للبلدان الافريقية في جعل الاندماج الافريقي واقعا ملموسا.
"اتفاق كيغالي حقق "تقدما كبيرا"
اكدت جميع الدراسات الاقتصادية ان نسبة المبادلات التجارية بين دول القارة الافريقية لا تتعدى 11 % و تعتبرها نسبة الادماج "الاضعف" مقارنة بمناطق العالم الاخرى.
و اضاف ان ذلك "يشكل تحديا كبيرا يجب رفعه و هامش مناورة للإندماج اذا توفرت ظروف النجاح و جعل الفضاء الافريقي فضاء اكثر استقطابا للاستثمارات الاجنبية المباشرة و حلقة اساسية في تطوير سلسلة القيم الاقليمية و الدولية".
منطقة التجارة الحرة الافريقية: جلاب يشارك في اللقاء الثامن لوزراء التجارة الأفارقة في 7 و8 يونيو باديس أبيبا
كما اشار الى ان التوقيع في مارس 2018 بكيغالي على الاتفاق المؤسس لمنطقة التبادل الحر الافريقية قد حقق "تقدما كبيرا" في المسار الرامي الى تجسيد المنطقة التي قررها رؤساء دولنا و حكوماتنا و التي طالما انتظرتها شعوبنا و متعاملونا الاقتصاديون.
و تابع الوزير قوله ان المشاركة القوية رفيعة المستوى في المنتدى الافريقي حول الرهانات المرتبطة بدخول منطقة التبادل الحر الافريقية حيز التنفيذ يعكس تماما الاهتمام و الارادة المشتركة في الذهاب نحو تجسيد فضاء تجاري و اقتصادي "مشترك".
و قال في هذا الخصوص ان "حضورنا جميعا اليوم كوزراء و فاعلين في القطاع الخاص و ممثلي المجتمع المدني و باحثون وجامعيون يعكس تماما هذا الاهتمام و هذه الارادة المشتركة للذهاب نحو تجسيد فضاء تجاري و اقتصادي مشترك و متناغم يأخذ بعين الاعتبار التكامل الافريقي و موجه نحو غاية مشتركة تتمثل في تحقيق رفاه و تطور اقتصاداتنا الخاصة".
و ينظم هذا الملتقى ،الذي يدوم يومين (24 و 25 يونيو الجاري)، من طرف اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي و الجمهورية السنغالية بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي تحت شعار "منطقة التبادل الحر الإفريقية في حركية، للوصول للاندماج الإفريقي إلى مستوى أعلى لقارة مزدهرة".
و تعتبر منطقة التبادل الحر الافريقية احدى المشاريع الرئيسية لأجندة 2063 للاتحاد الافريقي و التي تشكل اطارا مشتركا من اجل نمو شامل و تنمية مستدامة لإفريقيا يستحق التجسيد خلال السنوات ال50 المقبلة.
و من بين اهداف اجندة 2063 هناك افريقيا مزدهرة قائمة على النمو الشامل و التنمية المستدامة و افريقيا تتمحور تنميتها على السكان و ترتكز على امكانيات سكانها سيما طاقات النساء و الشباب و تحرص على رفاهية اطفالها.